تعرف على سيارة المياه العادمة.. سلاح إسرائيل لقمع الفلسطينيين

خلال الأحداث الأخيرة واعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلى على الفلسطينيين، خاصة أهالى القدس، ظهرت سيارة المياه العادمة كريهة الرائحة، فهى سلاح غير قاتل طورته الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود لتفريق المتظاهرين. تتكون المياه العادمة من مواد عضوية قائمة على أساس الخميرة والبروتين، ويمكن حملها فى أسطوانة على الكتف أو تعبئة سيارة المياه العادمة بها، ورشها على المتظاهرين، فتعلق الرائحة الكريهة على أجسادهم وملابسهم، ولا يمكن التخلص منها حتى بعد الاستحمام عشرات المرات بالخل وغيره .
بعد انتفاضة الأقصى عام 2000 واستشهاد 12 شابا فلسطينيا داخل الخطّ الأخضر، أرادت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تطوير أسلحة رادعة ولكنها غير قاتلة، وتوصلوا إلى فكرة فكانت سيارة المياه العادمة، وتم استخدام سيارة المياه هذه فى مراحل التجارب الأولية فى الضفة الغربية لقمع المظاهرات عام 2008، وفى منطقة نعلين ضمن المظاهرات التى كانت تخرج أسبوعيا منددة بالجدار العازل .. وابتكر أهل نعلين طرقا لتجنب المياه، مثل ارتداء ستر واقية أو أكياس قمامة وخلط الصابون بالملح والاستحمام به.
وفى مظاهرات غزة على السياج الفاصل، تولت الطائرة المسيرة «شوكو» هذه المهمة، من خلال قصف المتظاهرين بأكياس تحتوى على هذه المادة ،
وفى عام 2014 عانى أهل القدس وسيلة القمع الجديدة هذه آنذاك، والتى استخدمتها القوات الاسرائيلية ضد السكان فى المناطق التى تشهد مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
واشتكى أهل القدس من المياه العادمة التى يتم رشها على منازلهم وسياراتهم ومحلاتهم التجارية، والتى تسبب انبعاث روائح كريهة تستمر لعدة أيام، إضافة الى إصابة الأشخاص بحالات قيء وتشنج، بل وحروق فى بعض الأحيان. وأكد أهل القدس أن استخدام المياه العادمة يزداد يوما بعد يوم، ولم تتوقف منذ اختطاف وقتل الفتى محمد أبو خضير- حيث شهدت المدينة فى ذلك الوقت مواجهات يومية مع القوات الإسرائيلية احتجاجا على جريمة قتله البشعة.
وكانت جمعية حقوق المواطن قد تقدمت فى بداية اغسطس عام 2014 إلى قائد لواء شرطة القدس، يوسى براينتى، مطالبة إياه باستيضاح تفاصيل استخدام سيارة المياه العادمة فى القدس الشرقية. كما طالبت بتقليص استخدامها فى المناطق السكنية والتجارية المكتظة، وبإصدار أمر عاجل لقوات الشرطة بعدم استخدام هذه الوسيلة لتفريق المظاهرات. وذكرت جمعية حقوق المواطن فى رسالتها أنه وبالإضافة إلى الرائحة الكريهة وشعور الغثيان اللذين تسببهما تلك المياه، يمكن أن يؤدى لمس السائل للعينين للألم والاحمرار وإلى تهيجات عند لمسه للجلد، وقد يؤدى فى حالة البلع إلى آلام فى المعدة تستوجب عناية طبية
وأشارت الرسالة إلى شكاوى سكان فلسطينيين من العيسوية ومخيم شعفاط والطور وسلوان، من أن الشرطة الإسرائلية رشت المياه العادمة على البيوت والناس دون تمييز، وفى شوارع مكتظة، مما ألحق أضرارا بالأشخاص الأبرياء والمساكن والمصالح التجارية، بما فيها المطاعم المزدحمة.
كما اتضح من الإفادات، أن استخدام المياه العادمة فى عدد من الحالات تم دون أى مبرر واضح وبشكل عشوائي. وفى ذلك الوقت، عقب مسئولو الجمعية قائلين : لم تشهد مدينة القدس استخدام هذه الوسيلة لتفريق المظاهرات منذ سنوات عديدة، ويبدو أن استخدامها بهذا الشكل المكثف والعنيف فى شوارع وأحياء القدس يدل على تصعيد خطير من قبل الشرطة، ويثير تخوفا حقيقيا من أن الهدف الوحيد من ذلك هو نشر الخراب



















