عاجل / حسن عصفور: زيارة بايدن إلى فلسطين قد تكون هي الأخطر من بين كل زيارات رؤساء أمريكا عدا بيل كلينتون !

علق الوزير السابق والكاتب الفلسطيني أ.حسن عصفور، على زيارة الرئيس الأمريكي إلى بيت لحم بـ"السياحية" خاصة بالمعنى السياسي؛ كونه لا يحمل أي شيء يقدمه للفلسطينيين، مشيرًا إلى الصراع يحتاج إلى أفق وحركة سياسيو وليس إلى الحديث عن تقديم مساعدات عن طريق بعض الدول العربية.
وأكد عصفور، في لقاء خاص، عبر قناة "الغد" في برنامج "مدار الغد"، أن زيارة "بايدن" فقط لتجميل صورته بلقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ولكبح جماح الذهاب أبعد من الواقع الحالي خاصة بعد تهديدات التي أطلقت من "عباس" بالذهاب إلى قرارات المجلس المركزي المقفل عليها بخزانة حديدية منذ عام 2015م.
ولفت إلى، أن أمريكا قد ظنت أن تهديدات "عباس" هذه المرة من الممكن أن تكون حقيقية، في ظل الأزمة ووضعه الداخلي وارتباك السلطة الفلسطينية وأيضًا مخاوف من قوى داخلية فلسطينية تستعد إلى ميراث حركة فتح وتغير التاريخ، فبالتالي اعتبروا أن الزيارة قد تقدم شيئًا ما وأن اللقاء بحد ذاته مكسب للفلسطينيين، معلقًا: "شخصيًا أعتبره عار للفلسطينيين".
وأشار الوزير الفلسطيني السابق، إلى أن إعلان بايدن لجدول أعماله في إسرائيل " إهانة" حتى بوطنية الشعب الفلسطيني، خاصة بما يتعلق بمطار اللد: " أنّه صهيوني.. ويفتخر بأنه صهيوني، وإسرائيل ليس فقط لتبقى، وإنما لتستمر، وإن لم تكن يجب أن تكون.. وتحدث وكأنها الوحيدة في المنطقة التي جاء من أجلها."
وأوضح عصفور، أن ما قدمه الرئيس الأمريكي بـ"حل الدولتين" قُدم سابقًا من الرئيس الأمريكي السابق "بوش" في عام 2002، فقط ضد ياسر عرفات واغتياله واستبداله بمحمود عباس، ولكن تم استبدال عرفات بعباس ولا زال حل الدولتين يبحث عن طريقه حتى اللحظة، لأنّ أميركا غير قادرة على فرض حل سياسي، وهذا إن أرادت ذلك.
وقال عصفور، هل هنالك شيء يقدم للفلسطينيين من تلك الزيارة !، ولا شيء على الإطلاق، جميعها وجود بفتح قنصلية ولكن كجزء من أمريكا".
وذكر عصفور، بأن الرئيس الأمريكي الذي يعتبره الفلسطينيين أفضل من ترامب، سيقدم وثيقة هي الأولى في تاريخ العلاقات الإسرائيلية الأمريكية والتي لم تحدث في 1948، بإعلان القدس "جيروزاليم دكلاريشين"، فهذا تثبيت بأن القدس عاصمة لإسرائيل، وهذا أول إهانة سياسية للشعب الفلسطيني ورئيسه الذي اعتقد أنه أسقط مشروع ترامب.
واعتبر الكاتب الفلسطيني معلقًا على الرئيس عباس، أن إعلان القدس أكثر سوءً من صفقة ترامب، مردفًا: "كيف ستستقبله وبأي منطق ووجه ستقول للشعب الفلسطيني أن إعلان القدس أفضل من السابق وهو يقدم له هذه الوثيقة الأمنية التي لك تقدم منذ عام 1948م.
وشدد عصفور، بأن أمريكا لم تحقق أي اختراق من قبلها في الوضع الإقليمي، وأن إسرائيل والعرب هم من حققوا اختراق فيما بينهم لتغطية مصالح واعتبارات أخرى، مضيف: "سيكتشفون العرب في يوم من الأيام بأن إسرائيل دولة مارقة لأن ثقافتها لصوصية وفاشية بالمنطق التقليدي ليس بالمنطق المستحدث".
وحول الملفات التي سيتم نقاشها في لقاء الرئيسان "عباس وبايدن"، قال عصفور: "بأنهم أعلنوا ذلك.. سلطة تقول ما ترد"، معلقًا: " جميع طالباتهم إجراءات شكلية لا علاقة لها إطلاقًا بجوهر بالصراع، يريدون قنصلية بالقدس وبالتالي ستكون جزء ملحق من السفارة وليس قنصلية مستقلة وبالتالي هي امتداد لـ"الترامبية"، كما طالبت أيضًا بفتح مكتب في واشنطن، وإعادة المساعدات، ورفع اسمها من قائمة الإرهاب.
وتساءل: "رئيس غير قادر على فتح قنصلية وغير قادر على فتح مكتب في واشنطن، وغير قادر على إزالة اسم منظمة التحرير من قائمة الإرهاب، ورئيس غير قادر على إعادة المساعدات المالية الإنسانية وليس لها علاقة بموازنة السلطة، والأهم من ذلك رئيس غير قادر على الالتقاء بالشهيدة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.. كيف من الممكن الوثوق به كرئيس قادر على أن يوجد حل سياسي؟".
وتابع: "غير قادر على أن يعيد طرح موضوع اغتيال الأمريكي الفلسطيني "عمر أسعد"، الذي قتلته إسرائيل واعترفت بقتله".
ولفت عصفور، خلال لقاءه، إلى أن ما سبق الرئيسي الامريكي بايدن من رؤساء كانت لغتهم السياسية أكثر إنصافًا من لغة بايدن في موضوع الحل السياسي.
وأكد عصفور، أن هدف بايدن من زيارته هو فقط تحسين صورته المهترئة والمهتزة والمرتعشة جدًا داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وأن القضية الفلسطينية لا تمثل له أي شيء على الإطلاق ولكنه لا يستطيع أن يأتي دون أن يكمل الصورة.
وذكر بأن، أمريكا تعلم أن بـ"كامب ديفيد" قدم مشروع بحدود 95%، بدون السيادة على جزء من القدس تم رفضه؛ لأنه انتقص من الحق التاريخي للفلسطينيين في المقدس الفلسطيني في المسجد الأقصى وساحة البراق، وتم خوض أكبر معركة في تاريخ المواجهات مع إسرائيل قدها الراحل الرئيس ياسر عرفات إلى أن استشهد بشعاره "على القدس رايحين شهداء بالملايين".
وحول التعليق على مشهد زيارة منظومة الصواريخ "القبة الحديدية" الجديدة، قال عصفور، بأنها رسالة للعالم والتي تمثل بـ" هذه هي إسرائيلي التي يريدها الأمريكان"، مشيرًا إلى أنع عندما تحدث الرئيس بايدن عن التفوق الأمني تحدث كجزء مما شاهده في المطار، وهو يريد تسويق المشروع الجديد إلى المنطقة، والذي يعتقد أنها الغطاء التي ستمنح للعرب والتي يعتقد أن إيران تهددهم.
وشدد عصفور، بأنه لا يوجد تهديد إيراني، بل أمريكا وإسرائيل يخرعون هذا الخطر من أجل أن تستمر الحالة، لافتًا إلى أن الإشكال الوحيد بين العرب والفرس في اليمن مع الحوثيين وفي العراق مع مليشيات الشيعي وحتى حزب الله يخوض معاركه مع اللبنانيين لكنه لا يمثل خطر على الدول العربية "حتى تنحصر".
وأكد على أن إيران لا تشكل خطر حقيقي بل وهمي يستخدم للترهيب وللاستغلال، معلقًا: "اعتقد أن جزء من الدول العربية بدأت تدرك ذلك".
وتوقع عصفور، بأن "قمة الرياض" لن تحقق نتائج حقيقية وستكون أحد أفشل اللقاءات السياسية في تاريخ الرؤساء الأمريكان.
وفسر الوزير الفلسطيني السابق، مقولة "زيارة بايدن إلى فلسطين قد تكون هي الأخطر من بين كل زيارات رؤساء أمريكا عدا بيل كلينتون"
وأضاف: "إسرائيل عدوها المباشر التي تنكل به وتقود فاشية حقيقية هو الشعب الفلسطيني، والأن أمريكا تعمل جهدها من أجل تجليد الشعب الفلسطيني من كل الأسلحة بما فيها أسلحة الشرعية الدولية التي تستخدم لمطاردة مجرمي الحرب الآن الأمريكان يريدون منعنا من هذا الحق من خلال إجراءات شكلية".
وأردف عصفور، بأنه عند الحديث عن "إعلان القدس" أنت تثبت بالمطلق بأن القدس لم تعد فلسطينية، مستذكرًا بأن مفاوضات أوسلو حملت 5 قضايا للحل الدائم، وكان من أبرزها وضع القدس بشقيها الشرقية والغربية تفاوض.. أنت الأن أسقطت حقك كفلسطيني إذا صدر "إعلان القدس" ولم تقاومه، لقاءك بعد "إعلان القدس" هذا قبول بشكل أو بأخر.
ولفت عصفور، بأنه لا يوجد وثيقة أمريكية من 1948م حتى هذه اللحظة بين إسرائيل كما هي الوثيقة التي ستعلن خلال زيارة بايدن.
واستطرد، بأن بايدن أول رئيس أمريكي لا يقدم مشروع سياسي للحل، ولا يوجد لديه أي مشروع للحل، بايدن جاء لتسويق إسرائيل للعالم العربي.. والعالم العربي اشترى إسرائيل لدي جزء من العرب علاقات معها، وأن السعودية لن تطور علاقاتها مع إسرائيل أكثر من ذلك.
وأشار عصفور، إلى أن التطور الإقليمي لن يتدخل في حالة الانقسام الفلسطيني، قائلًا: "لن تخوض الدول العربية أي معركة سياسية من أجل فلسطين وأنت لا تخوض معركتك.. الأن الوحيد الذي يستطيع أن يغير المعادلة هو "محمود عباس" وليست حماس، بإعلان ثلاث قضايا.
ونوه الوزير الفلسطيني السابق، إلى أن القضايا الثلاثة هي " سحب وتعليق الاعتراف المتبادل مع دولة إسرائيل ويعتبر أن المنظمة سحبت أو علقت، إعلان دولة فلسطين دولة تحت الاحتلال وفق قرار 19-69 لعام 2012، ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وأمريكا.
وشدد أن التنسيق الأمني مع المخابرات الأمريكية المركزية أهم بكثير من إسرائيل؛ لأن هناك خدمات تقدم للأمريكان عار على الشعب الفلسطيني أن تستمر يجب أن تتوقف.
وقال عصفور، إن لم يقم الرئيس الفلسطيني بذلك نحن ننتظر لحظة أن ترتب إسرائيل روابط قرى بطريقتها لتشكل محميات الضفة تحت الرعاية الإسرائيلية وتطبق خطة شارون الذي قدمها لأبو مازن شخصيًا في صيف 1995م.
"فلسطين قضية من الصعب مغادرتها بقرار أمريكا او غيره"، أكد السياسي الفلسطيني أ. حسن عصفور، خلال اللقاء، بأن ذلك بإعتراف رئيس المؤتمر اليهودي العالمي الصهيوني "لورد مارشال" حيث قال في مقاله "خطة مارشال" رغم كل ما يحدث نحن غير قادرين على تجاوز القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أنه تناولها في البعد الاقتصادي مقدمًا رشوة اقتصادية للحل.
وأضاف عصفور: "أن قلت لأبو مازن استفيد من خطة وأعطيها بعد سياسي واستخدم البعد الاقتصادي وقدمها لبايدن وقدم رؤيتك كفلسطيني".
وتابع: " لنعتبر أن إسرائيل طبعت مع جميع الدول العربية من المحيط إلى الخليج "لبيك يا إسرائيل" عدا الضفة والقدس وغزة خارج المعادلة هل تنتهي صعوبة إسرائيل الأمنية؟ بالتأكيد لا، لأنه إنت اللي في القلب.. إيدك في قلب إسرائيل".
وأكد عصفور، أن كل السلام التي ستصنعه إسرائيل مع الدول العربية لا قيمة له بدون حل القضية الفلسطينية.


















