د.محمد خير الضمور : العلاقات الأردنية-السورية: شراكة نحو الاستقرار والتنمية

تمثل العلاقات الأردنية-السورية محورًا جوهريًا في السياسة الخارجية الأردنية، خصوصًا مع التحولات السياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة. الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، يسعى باستمرار إلى تأسيس علاقات مستقبلية مع سوريا تقوم على المصالح المشتركة وتخدم الاستقرار الإقليمي.
الإرث التاريخي والتعاون المستقبلي
يتشارك الأردن وسوريا حدودًا طويلة وروابط اجتماعية واقتصادية تمتد لعقود، مما يجعل تعزيز التعاون بين البلدين ضرورة استراتيجية. هذا الإرث التاريخي يمكن أن يشكل قاعدة صلبة لتحقيق مصالح الطرفين. ولكن كيف يمكن استثمار هذه الروابط لتحقيق تنمية مشتركة ومستدامة؟
الأمن أولًا: شراكة لمواجهة التحديات المشتركة
الأمن يمثل الركيزة الأساسية لأي علاقة مستقبلية ناجحة. وقد عمل الأردن على تأمين حدوده الشمالية في مواجهة التحديات الأمنية، لا سيما مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة. تعزيز التعاون الأمني بين البلدين من خلال اتفاقيات ثنائية قد يفتح آفاقًا جديدة للاستقرار الإقليمي. هل يمكن أن نشهد خطوات ملموسة على هذا الصعيد قريبًا؟ الإجابة تتطلب جهودًا مشتركة وتخطيطًا استراتيجيًا.
الاقتصاد: قاطرة العلاقات الثنائية
يمثل الاقتصاد المحرك الرئيسي لتعزيز العلاقات الثنائية. مشاريع الربط الكهربائي وزيادة حجم التجارة البينية توفر فرصًا حقيقية للتنمية. وبفضل موقعه الجغرافي، يمكن للأردن أن يشكل بوابة سوريا إلى أسواق الخليج العربي. ولكن، لتحقيق ذلك، يجب إزالة الحواجز الجمركية، وتسهيل حركة البضائع، ودعم القطاع الخاص بشكل فاعل.
إعادة الإعمار: فرصة للشراكة الاقتصادية
إعادة الإعمار في سوريا تمثل نافذة اقتصادية كبيرة للشركات الأردنية. فالخبرات الأردنية في قطاعات البناء والخدمات اللوجستية والتعليم يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في هذه المرحلة. كيف يمكن تعزيز هذا التعاون؟ من الضروري وضع آليات حكومية واضحة وتوفير بيئة مشجعة للقطاع الخاص الأردني ليكون شريكًا فاعلًا.
دور الأردن كوسيط إقليمي
على الصعيد الإقليمي، يمكن للأردن أن يلعب دور الوسيط بين سوريا والمجتمع الدولي، مستثمرًا علاقاته المتوازنة مع القوى الإقليمية والدولية. هذا الدور قد يسهم في إعادة دمج سوريا في النظامين العربي والدولي. فهل يمكن أن يكون الأردن حلقة الوصل بين سوريا ودول الخليج؟ الإجابة تعتمد على قدرة الأردن على توظيف دبلوماسيته لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي.
دور المواطن في دعم العلاقات الثنائية
أخيرًا، دور المواطن الأردني لا يقل أهمية عن الجهود الرسمية. فهمك ودعمك لهذه العلاقات يمكن أن يعزز مكانة الأردن الإقليمية ويسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية. التفكير في هذا السؤال يفتح المجال أمام التفاعل الإيجابي مع السياسة الخارجية الأردنية ودورها في بناء مستقبل مشرق للمنطقة.
الدكتور محمد خير الضمور

















