+
أأ
-

نحو إعلام أردني أكثر عمقًا وتنوعًا: دعوة لإعادة النظر في الاعتماد المفرط على المحللين السياسيين

{title}
بلكي الإخباري





خاص - لطالما كان الإعلام مرآة المجتمع ونافذته على الأحداث والتحليلات. وفي الأردن، لعبت وسائل الإعلام دورًا هامًا في تشكيل الوعي العام ونقل الحقائق. إلا أن متابعًا دقيقًا للمشهد الإعلامي قد يلاحظ ميلًا ملحوظًا للاعتماد بشكل كبير على استضافة ما يُعرف بـ "المحللين السياسيين" في تغطية القضايا المختلفة. وبينما لا يمكن إنكار أهمية التحليل السياسي، فإن الإفراط في هذا النهج قد يأتي على حساب جوانب أخرى ضرورية لإعلام شامل ومتوازن.
إن التساؤل عن إمكانية تقليل الاعتماد على المحللين السياسيين لا يعني التقليل من قيمة آرائهم أو خبراتهم. بل هو دعوة لتبني مقاربة إعلامية أكثر تنوعًا وعمقًا، تأخذ بعين الاعتبار وجهات نظر مختلفة وتعتمد على مصادر معلومات متعددة. فهل يمكن للإعلام الأردني أن يخطو خطوات نحو هذا الاتجاه؟ وكيف يمكن إقناعه بذلك؟





فالاعتماد المكثف على مجموعة محدودة من المحللين من مسؤولين عاملين ومسؤلين سابقين قد يؤدي إلى تضييق دائرة الآراء المطروحة ويتسبب بملل المشاهد ، وإغفال وجهات نظر أخرى مهمة من أكاديميين متخصصين في مجالات أخرى (مثل الاقتصاد، الاجتماع، القانون الدولي)، أو حتى من أصحاب المصلحة المباشرة والمتأثرين بالقضايا المطروحة.





إن الدعوة إلى تقليل الاعتماد المفرط على المحللين السياسيين ليست انتقاصًا من دورهم، بل هي رؤية لإعلام أردني أكثر شمولية وعمقًا وتنوعًا. إعلام قادر على تقديم صورة أوضح وأكثر اكتمالًا للأحداث والقضايا، وإثراء النقاش العام، وتمكين الجمهور من تكوين فهم أعمق وأكثر استنارة. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة حقيقية من المؤسسات الإعلامية، واستماعًا واعيًا لآراء الجمهور والمختصين، وتبنيًا لنهج إعلامي يخدم مصلحة الوطن والمواطن على أكمل وجه.