فارس الحباشنة : إنها الحرب على الغاز

الملياردير الأمريكي شلدون أدلسون نصح رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو.. إذا أردت أن تكون ملك الشرق الأوسط، فعليك بالغاز ثم الغاز.
الغاز، والحرب الإسرائيلية الإقليمية على مصادر موارد الغاز من شرق وجنوب البحر المتوسط من سواحل لبنان وقبرص إلى غزة.
على مسارح حروب وصراعات الإقليم، فإن كلمة السر هي الغاز. وما يتلاقى ويتقاطع ويتناقض من مصالح إسرائيلية مع دول حوض المتوسط ومصادر ومنابع الغاز.
إسرائيل تحسم خياراتها الاستراتيجية بالقوة، ولا فارق بين اللحظة الدبلوماسية واللحظة العسكرية.
المفاوضات الإسرائيلية مع السوريين واللبنانيين، وفي غزة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وشرم الشيخ، يتم تحت عنف الغارات التي تشنها الطائرات الإسرائيلية.
في أورشليم شغف تَوراتي إلى القوة والعنف العسكري، وكما يقول النص الديني التوراتي «ربّ الجنود» لا ربّ الملائكة، كما في بقية الأديان السماوية.
وكما في المرويات التوراتية، فإن ربّ الجنود كان يقيم في كهف ويرشق السابلة بالحجارة.
ومن وحي التوراة، هدّد وزير التراث الإسرائيلي بالقنبلة النووية وإلقائها على غزة لإبادة شعبها. وطبعًا، القنبلة النووية التوراتية لا تميز بين عربي وعربي، فنحن الأغيار في منظور التوراة.
من هنا يبدأ تغيير الشرق الأوسط، وكما قال السفير الأمريكي في أورشليم، وفقًا لرؤية توراتية.
في الشرق الأوسط لا أحد يريد الحرب سوى نتنياهو. وما يبرم من سلام قديم وجديد، ما هو إلّا سلام مع ثعابين وأفاعي أورشليم.
لاحظوا أن إسرائيل في أفق مفاوضتها الجديدة مع لبنان، أو حتى السلام المبرم ضمن اتفاقيات مع دول عربية من خارج الطوق العربي، تركز على الاقتصاد والتعاون الاقتصادي، وسط انعدام لأدنى مقاربات في التوازن الاستراتيجي والعسكري والدبلوماسي.
وكما لو أن الحلم الإسرائيلي «التوراتي» يغدو إلى ابتلاع الشرق الأوسط. وتابعنا كيف يتحدث المبعوث الأمريكي لسورية ولبنان توم بريك عن الاقتصاد وفرص الاستثمار، وكيف سيكون الخلاص من ويلات الحروب.
كوشنير صهر ترامب، أول من اقترح إقامة ريفيرا على شواطئ غزة. ويبدو أن مشروع النهوض العقاري الأمريكي/الإسرائيلي كبير، المربع الأمريكي على ضفاف المتوسط الذي يبدأ من غزة وإلى اللاذقية وصور وجنوب لبنان، ويبدو أنه سوف يقام فوق قبور وركام وأشلاء غزة ولبنان، والفوضى العربية

















