جريمة بحق الذاكرة: حرق مقبرة مخيم البقعة

بقلم: زياد العليمي
في مشهد مؤلم، شهدنا عملية حرق مقبرة مخيم البقعة القديمة، قرب الحسبة، تلك الحادثة التي تبرز غياب الوعي والاحترام لأرواح الأموات وثقافتنا . إن هذا الفعل يعكس جريمة نكراء تتجاوز حدود الانتهاك الفردي، لتصبح بمثابة تعدٍ على ذاكرة الأجيال الماضية. كيف يمكن لنا أن نتجاهل مسؤولية الحفاظ على تراثنا؟
المقابر ليست مجرد أماكن لجثامين أمتنا، بل هي رمز للهوية والتاريخ، ودليل على الصمود في وجه التحديات. حرقها هو حرق لذاكرتنا الجماعية وطمس لروايات الأجداد الذين بنوا وكانت لهم مشاركه فعاله لهذا الوطن. الحبيب
يجب أن نُحافظ على أرواح موتانا بطرق تعكس حبنا واحترامنا لهم، وعلينا جميعًا أن نتساءل: من المسؤول عن هذه الجريمة؟ أين هي محاسبة الفاعلين؟ أنتم يا مدير عام الشؤون الفلسطينية، تقع عليكم مسؤولية هامة في إعادة الوعي وتعزيز القيم الإنسانية في مجتمعنا.
يجب أن يكون هناك موقف واضح وصريح ضد مثل هذه الأفعال، إذ لا يمكن السكوت عن الانتهاكات التي تمس كرامتنا وهويتنا. إن المستقبل يحتاج إلى اهتمام أكبر بتاريخنا، فهل ننتظر المزيد من الانتهاكات لنستفيق من سباتنا؟
آن الأوان أن نتحد جميعًا ضد كل ما يهدد وجودنا، أن نرفع الأصوات ونطالب بحماية ذاكرة أجدادنا، لأن في ذلك حماية لهويتنا ولإنسانيتنا. لن تكون هذه الجريمة مجرد ذكرى، بل يجب أن تكون دافعًا للوقوف في وجه أي مسعى لطمس ماضينا، ولنجعل مقبرة مخيم البقعة رمزًا للصمود وإرادة الحياة.
حان الوقت لنضع حدًا لكل ما يسيء لتراثنا، ولنُعلم الأجيال القادمة معنى الاحترام والاعتزاز بموروثنا. لنحرص على أن تبقى هذه الأماكن شاهدة على قصصنا وأحلامنا، وأن نعبر عن استيائنا من خلال الفعل، وليس فقط بالكلمة.
نحو غدٍ أفضل وأكثر وعيًا، لنجعل من حرق مقبرة البقعة منارة للأمل في مستقبل يحترم الماضي ويُثمن الحياة.

















