+
أأ
-

ديما الفاعوري : النشامى يكتبون ملحمة الوطن في كأس العرب

{title}
بلكي الإخباري

أنا الأردن

‏أنا والمجد والتاريخ والعلياء والظفرُ

‏رفاق.. منذ كان البدء والإنسان والعُصُرُ

‏من سمائي شعَّ نور الحق يهدي البشرية

‏من ربوعي سار ركب الخير ركب المدنية

‏أنا الأردن

‏كل شبر من ترابي ملحمة

‏طاولت هام المحال

‏خطّه

‏بهذه الكلمات الخالدة التي تختصر معنى الوطن، يبدأ الحديث عن الأردن الذي كان وسيبقى مصنع الرجال، مصنع الإبداع، ومصنع الحب والانتماء. وطن تتجسد فيه القيم أفعالًا، وتُترجم فيه الروح الوطنية مواقف في الميادين كافة، ومنها ميادين الرياضة التي تحولت في الآونة الأخيرة إلى مساحة فخر جماعي، عبّر فيها «النشامى» عن هوية الأردن الحقيقية، هوية لا تعرف الانكسار ولا تقبل إلا بالمنافسة الشريفة والندية العالية.

‏ما قدمه المنتخب الوطني لكرة القدم في بطولة كأس العرب تجاوز حدود النتائج والأرقام، ليصل إلى جوهر المعنى الوطني للانتصار. الوصول إلى المباراة النهائية لم يكن حدثًا عابرًا، وإنما ثمرة عمل متراكم، وانعكاسًا واضحًا لتطور الشخصية الفنية والذهنية للفريق، الذي دخل البطولة بثقة وانضباط وروح جماعية عالية. في كل مباراة، كان اللاعب الأردني حاضرًا بعقله وقلبه، يقاتل على كل كرة، ويجسد صورة الرياضي المنتمي الذي يدافع عن علم وطنه حتى اللحظة الأخيرة.

‏المشهد في النهائي كان صورة مكثفة عن هذا الأداء المشرف؛ روح قتالية، التزام تكتيكي، وإصرار على مقارعة منتخب قوي، في مباراة أثبتت أن الأردن قادر على الوقوف بثبات في الصفوف الأولى عربيًا. تلك المواجهة منحت اللاعبين خبرة ثمينة، ورسخت قناعة راسخة بأن المنتخب يسير في الطريق الصحيح، طريق البناء الهادئ والثقة بالذات، والطموح المشروع لتحقيق إنجازات أكبر.

‏هذا التفوق لم يأتِ من فراغ، فقد تزامن مع دعم رسمي متواصل، ومتابعة عليا جعلت اللاعبين يشعرون بأنهم يحملون أمانة وطن بأكمله. هذا التلاحم بين القيادة والجهاز الفني واللاعبين والجماهير صنع حالة معنوية استثنائية، انعكست أداءً وانضباطًا وحضورًا قويًا داخل الملعب. الجماهير تابعت المشوار بفخر، ووجدت في «النشامى» صورة لأحلامها وتطلعاتها، فكانت المدرجات والقلوب على موعد مع الثقة والأمل.

‏إن ما تحقق في كأس العرب يمثل نقطة انطلاق جديدة لكرة القدم الأردنية، ويؤكد أن الاستثمار في الإنسان الأردني هو الرهان الرابح دائمًا. منتخب النشامى أعاد التأكيد أن الأردن، كما غنّى له صوته الخالد، وطن الملحمة والعزم، وطن يصنع المجد حين تتحد الإرادة مع الانتماء. هذا الإنجاز رسالة واضحة بأن القادم يحمل فرصًا أكبر، وبأن الأردن حاضر بقوة على الساحة الرياضية، يكتب فصلاً جديدًا من فصول الفخر الوطني، بروح لا تنكسر وطموح لا يتراجع