+
أأ
-

هل سيستمر الاحتلال الامريكي لأراضي سورية بالمستقبل ؟

{title}
بلكي الإخباري

خالد العبود





لا يستطيع الأمريكيّ أن يستمر في احتلاله لجزء من الأراضي السوريّة، باعتبار أنّ احتلاله أضحى مكلفاً، وهذه الكلفة لا تُقاس فقط بمستوى خسائره الماديّة، بمقدار ما تُقاس بمستوى خسائره المعنويّة أيضاً، وانعكاس ذلك على شكل وجوده في بعض مناطق الإقليم!!..





ويخشى الأمريكيّ أن يدرج هذا السيناريو من الاستباحة لوجوده، وهو لا يمتلك إمكانية منع ذلك، وبخاصّةٍ أنّها استباحة في ظلّ فوضى إقليميّة، ويمكن لها أن تتطوّر شيئاً فشيئاً!!..





ولهذا فهو لا يستطيع المجازفة طويلاً، كون أنّ أهداف احتلاله لم تعد أهدافاً استراتيجيّة، وإنّما هي أهداف تكتيكيّة، ترتبط أخيراً بحجم مساهمته ومساهمة "إsرائيل"، المعوّل عليها، في إنتاج معادلة "استقرار" الإقليم!!..





وبناءً على ذلك، نعتقد أنّ الأمريكيّ يدفع باتجاه تقاربٍ سوريٍّ - تركيٍّ، وهو كذلك يدفع باتجاه تقاربِ بعض الحكومات والأنظمة العربيّة مع دمشق، بغية الوصول إلى "استقرارٍ" إقليميٍّ يكون فيه رئيسيّاً، ولو أنّه يُبدي اليوم مواقف غير دالةٍ على ذلك..





ولا يستطيع الأمريكيّ أن يعلن مباشرة عن مباركته، أو حاجته لهذا التقارب مع دمشق، لأنّ لديه شروطاً خاصّةً به، يحتاج إلى تحميلها على معادلة "الاستقرار" التي يمضي إليها الإقليم، وهو يعتقد أنّ رفضه الآن، وعدم انخراطه كليّاً في تفاصيل هذه التقارب، سيؤمّن له لاحقاً مساحةَ تفاوضٍ كافيةً، من أجل تمرير شروطه كاملة!!..





ولن يستطيع الأمريكيّ تمرير ما يريد أخيراً، ولن يستطيع تحمّل احتلاله المُكلِف، في سوريّة وبعض الأماكن الأخرى، وسيبقى في حدود الدفاع عن الحدّ الأدنى لمصالحه ونفوذه في المنطقة، كون أن هناك قوى أخرى صاعدة على مستوى الإقليم، ستدافع أيضاً عن مصالحها ونفوذها، وهي تتقدّم بثبات قويٍّ، على حساب فشل الأمريكيّ في عدوانه الأخير على المنطقة!!..