+
أأ
-

المهندس بهجت الرواشدة يكتب :- البؤر الساخنة في محافظة الكرك

{title}
بلكي الإخباري

 

تُعد محافظة الكرك من المحافظات ذات المساحة الواسعة والتنوّع الجغرافي والخدمي، الأمر الذي يجعلها تواجه تحديات متراكمة تتمثل بظهور بؤر ساخنة في عدد من المناطق وبأشكال مختلفة. وهذه البؤر لا تقتصر على جانب واحد، بل تتوزع بين خدمية ومرورية وبيئية واجتماعية، وتزداد حدّتها مع مرور الوقت في حال عدم التعامل معها بحلول واقعية ومستدامة.

ومن أبرز هذه البؤر الطرق الداخلية والرابطة بين القرى والألوية، حيث تشكّل الحفر وسوء البنية التحتية وغياب الصيانة خطراً مباشراً على سلامة المواطنين، لا سيما في فصل الشتاء مع تجمع مياه الأمطار وضعف أنظمة التصريف. كما أن بعض الطرق النافذة تشهد كثافة مرورية عالية دون تطوير يتناسب مع حجم الاستخدام الفعلي.

وعلى الصعيد البيئي، تبرز بؤر ساخنة تتمثل في المكبات العشوائية وانتشار النفايات في محيط التجمعات السكنية ومجاري الأودية، الأمر الذي ينعكس سلباً على الصحة العامة والبيئة، ويزيد من معاناة السكان، خصوصاً في ظل ضعف الوعي البيئي وقلة الالتزام برمي النفايات في الأماكن المخصصة لها.

كما تعاني بعض المناطق من بؤر خدمية تتعلق بضعف الإنارة، وقلة شبكات تصريف مياه الأمطار، ونقص الحدائق والمرافق العامة، ما يخلق شعوراً بعدم العدالة في توزيع الخدمات، ويسهم في زيادة احتقان الشارع المحلي.

ولا يمكن إغفال البؤر الساخنة ذات الطابع الاجتماعي، والتي تظهر نتيجة البطالة وقلة الفرص التنموية وتَركّز الفقر في بعض الجيوب، الأمر الذي يتطلب تدخلات حكومية ومجتمعية متكاملة تقوم على التنمية الحقيقية لا على الحلول المؤقتة.

إن معالجة البؤر الساخنة في محافظة الكرك تتطلب تنسيقاً عالياً بين البلديات والدوائر الحكومية والمجتمع المحلي، مع وضع أولويات واضحة وخطط زمنية قابلة للتنفيذ، والابتعاد عن الوعود غير القابلة للتطبيق. فالكرك تستحق عملاً جاداً يلامس هموم المواطن، ويحوّل هذه البؤر من نقاط أزمة إلى فرص تحسين وتطوير تخدم الجميع.