وداد اللصاصمة تكتب : رسالة ملكية تُتوّج القيم

في لحظةٍ رياضية تتقاطع فيها المشاعر، جاء ردّ جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين على المنتخب الوطني الأردني عقب فوز الشقيقة المغرب، ليؤكد أن القيم تبقى أعلى من النتائج، وأن الرياضة، حين تُقارب بالحكمة، تتحول إلى رسالة وطنية لا تخبو.
ففي كل تسديدة، وفي كل تصدي حاسم، كان حضور جلالة الملك وكلماته بمثابة النسيم الذي يربت على أكتاف لاعبي الأردن، يملؤهم بالعزم ويضيء قلوب الجماهير، ليصبح الفوز، مهما كانت نتائجه، رمزًا للفخر والانتماء.
وقد هنّأ جلالته المنتخب المغربي الشقيق ، مشيدًا في الوقت ذاته بما قدّمه نشامى المنتخب الوطني من أداءٍ عكس روح الانتماء والمسؤولية، وأثبت أن القميص الوطني يُحمل بالعزيمة قبل الأقدام. وأكد جلالته فخره باللاعبين، الذين قدّموا مباراة تليق باسم الأردن وتاريخه الرياضي.
وحمل الردّ الملكي في مضامينه رسالة أخوّة عربية صادقة، مفادها أن انتصار الأشقاء هو امتداد لفخرنا الجماعي، وأن الملاعب مساحة يلتقي فيها الشغف بالاحترام، وتنتصر فيها الروح قبل صافرة النهاية.
كما شكّل هذا الموقف دعمًا معنويًا رفيعًا للاعبين والجهازين الفني والإداري، ورسالة طمأنينة للجماهير الأردنية بأن المنتخب الوطني يسير بخطى ثابتة نحو البناء والتطوير، وأن ما يُزرع اليوم من جهد وصبر سيؤتي ثماره في الاستحقاقات القادمة.
تكشف هذه الرسالة الملكية عن فهمٍ عميق لدور الكلمة، حيث تتحول القيادة إلى بوصلة تُعيد توجيه المشاعر من الخسارة إلى المعنى، ومن النتيجة إلى القيمة. فالإشادة الملكية لا تُخفف عدم الفوز فحسب، بل تُعيد تعريفها كمرحلة في مسار أطول، قوامه الثقة والعمل والانتماء.
ويؤكد هذا الموقف، بما حمله من سموٍ وهدوء، أن الأردن يحضر في الميادين الرياضية كما في السياسة، بثبات المبدأ ونبل الخطاب، وأن القيم التي تُرفع بعد مباراة، هي ذاتها التي تُبنى بها الأوطان… بطولة لا تُهزم، ورسالة لا تغيب.


















