+
أأ
-

جمعية الحوار الوطني تحتفي بفوز الشاعر حميد سعيد بجائزة العويس الثقافية للشعر

{title}
بلكي الإخباري

 نظمت جمعية الحوار الديمقراطي الوطني، مساء اليوم الاثنين، في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي بعمان، احتفاءً تكريميا بالشاعر العراقي المقيم في الأردن حميد سعيد بمناسبة فوزه أخيرا بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل الشعر بدورتها الـ19.

وقال وزير الثقافة، مصطفى الرواشدة، في كلمة ألقاها خلال رعايته الاحتفائية التي حضرها أمين عام الوزارة الدكتور نضال الأحمد، إن فوز الشاعر سعيد بالجائزة مستحق ويتوّج مسيرة طويلة وعميقة في العمل الإبداعي الثقافي والإعلامي، مباركا له هذا الفوز.

وأضاف الرواشدة، في الاحتفائية التي قدمها وأدارها عضو الجمعية الزميل أسامة الرنتيسي، أن هذا الفوز يمثل تتويجا للإنسان العروبي الذي أحب عمان العروبة وموئل الأحرار، وعمان الحديثة التي نمت وردة قبل أكثر من 100 عام في ظلال الشعر ومجلس المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبدالله الأول الفكري، وواصلت رسالتها في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، المعزز، عنوانا للثقافة العربية.

وقال "كما اختار الشاعر الإقامة في عمان، فقد أقامت عمان، شقيقة بغداد بكل تفاصيلها، في قلب الشاعر نصا مزخرفا بالحكايات، وسير الأماكن وقصص الأصدقاء، وفضاءات القصائد التي رسمها الشاعر في أفق المكان متأملا فضاء الحلم والذكريات".

ونوه بأن هذا التكريم يأتي لمكانة الشاعر حميد سعيد الذي أسهمت تجربته في تأسيس خطاب شعري يعيد تشكيل القصيدة العراقية بمحمولات معرفية وإنسانية تتضمن تراث العراق برافدي الفرات ودجلة، لتكون القصيدة خصبة مليئة بالحياة والتراث الحضاري لزمن العراق الذي يمتد عميقا في التاريخ.

وفي الاحتفائية، التي حضرها عدد كبير من الكتاب الأردنيين من أعضاء رابطة الكتاب الأردنيين والمثقفين والكتاب العراقيين المقيمين في الأردن وأعضاء الجمعية ومن المهتمين، بين وزير الثقافة أن قصائده حملت خطابا شعريا يقف على السؤال بما ينطوي على رؤية فلسفية لتحولات الزمان والمكان، وتحولات المعنى في النص باختلاف وعي الإنسان وتجربته الإنسانية والوجودية.

وفي ختام كلمته، قدم الشكر لمبادرة جمعية الحوار الديمقراطي الوطني، تنظيمها هذه الاحتفائية التكريمية لقامة أدبية عربية، وبمشاركة قامات أدبية أردنية تقدم شهادات تتناول منجز الشاعر حميد سعيد الثرية، والتي تؤكد مكانة الشاعر الإنسان حميد سعيد في قلوب أصدقائه الأردنيين.

وألقى رئيس الجمعية العين محمد داودية كلمة استحضر فيها معرفته بالشاعر حميد سعيد والتي تعود إلى النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي من خلال مجلة الآداب التي كانت تصدر في العراق الشقيق، منوها بأن المجلة مثلت آنذاك الأكاديمية الأولى لأبناء جيله وكتابها من عراقيين وأردنيين، ومنهم الشاعر سعيد، من المعلمين الرواد.

وأشار العين داودية إلى أن الجمعية كانت على وشك أن تحتفي بالشاعر سعيد قبل قليل من إعلان فوزه بالجائزة في حزيران الماضي، وتم إرجاء ذلك لما بعد الاحتفال الرسمي الذي تنظمه مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية في الشارقة بدولة الامارات العربية المتحدة.

ونوه بأن من أبرز الأسباب الموجبة لهذه الاحتفائية شغف الشاعر سعيد بعمان التي ألهمته إنجاز 6 مجموعات شعرية.

وقال إن "حميد سعيد وعراقيي الأردن كافة، على اختلاف مذاهبهم السياسية ومرجعاتهم الفكرية والمذهبية والدينية والعرقية هم أهل الديرة وهم الأعزاء في بلدهم العربي الأردني الهاشمي".

ومن جهته، ألقى الشاعر العراقي المحتفى به سعيد والمقيم في الأردن منذ 23 عاما كلمة في الاحتفائية، قال فيها "إن هذه الأمسية الطيبة تتواصل مع الطيبة الأردنية التي غمرتني منذ حللت في هذه الأرض الكريمة المعطاء، منذ ما يزيد على عقدين من الزمن".

ولفت إلى أن جائزة العويس في الشعر هي الجائزة الثالثة على صعيد الشعر التي ينالها خلال إقامته في عمّان التي يحب، مشيرا إلى أنه سبقتها جائزة القدس وقبلها جائزة الإنجاز الثقافي التي منحها الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

وبين أنه كتب خلال إقامته في الأردن 6 مجموعات شعرية و4 كتب ثقافية واقترن بـ 4 كتب حوارية، منوها بأنه إنجاز كبير ومتعدد ما كان ليتحقق لولا أنه في الأردن ينعم بالاستقرار والطمأنينة والإقامة الكريمة.

وأكد الشاعر سعيد أن إقامته في الأردن هو اختارها وحرص عليها، رغم توفر بدائل عديدة في أكثر من قطر عربي وما استبدلها، قائلا: "من عمان ومنها أكون أقرب إلى بغداد في كل شيء".

وفي ختام كلمته، عبّر عن شكره وتقديره لراعي الاحتفائية والجمعية والمشاركين والحضور.

واشتملت الاحتفائية على شهادات قدمها مثقفون وأدباء وكتاب ونقاد وشعراء أردنيون وعراقيون وهم؛ وزير الثقافة الأسبق الدكتور صلاح جرار، وإنصاف قلعجي وألقتها بالنيابة عنها عضو الجمعية الدكتورة حنين عبيدات، والدكتور عبدالمنعم أحمد صالح ومؤيد عبدالقادر والدكتور محمد ناجي عمايرة والفنان التشكيلي ضياء الراوي والدكتورة هضاب الكبيسي وإسماعيل ابو البندورة والإعلامي الدكتور عبدالرزاق الدليمي وألقاها بالنيابة عنه عضو الجمعية الدكتور أسامة تليلان، ونائب رئيس الرابطة الدكتور رياض ياسين والزميل هشام عودة والدكتور هشام القواسمة

وأحمد صبري والدكتور عمر الربيحات.

وأشاد المشاركون بمنجزات الشاعر الثقافية والأدبية وعمله في ميدان الصحافة حيث شغل رئيسا لتحرير مجلات ثقافية وصحيفتي الجمهورية والثورة، منوهين بإنجازاته الإبداعية في حقل الشعر منذ عقد الستينيات من القرن الماضي إلى يومنا هذا.

واستحضروا أبرز المحطات في أعماله وتجاربه الإبداعية الثقافية والشعرية والمواقع التي شغلها وتجربته حينما شغل موقع الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لدورتين.

وأكدوا عمق العلاقات التي تربط الشعبين والبلدين الشقيقين الأردن والعراق

كما اشتملت على قراءات من شعر الشاعر حميد سعيد قدمها مدير ثقافة محافظة إربد الشاعر والناقد الدكتور سلطان الزغول.

وخلال الاحتفائية التي عُرضت خلالها مادة فلمية وصور تتناول مسيرة الشاعر سعيد ومسيرته، وعلى هامش الاحتفائية، افتتح وزير الثقافة يرافقه العين داودية والشاعر سعيد والحضور معرضا فنيا بعنوان: "مقامان للحياة"، ضم 11 لوحة

تشكيلية للتشكيلي العراقي أحمد الشهابي استلهم ثيمها من أبيات شعرية للشاعر سعيد