حين تفضح السماء ما واراه التراب في الكرك !!!

يقولون إن المطر يغسل القلوب، لكنه في شوارع الكرك يغسل الأقنعة ويكشف عورة الفساد التي توارت خلف طبقات الأسفلت الهشة، ليفضح زيف تلك العطاءات التي كُتبت بمداد الجشع قبل الحبر.

ما حل خلال اليومين الماضين بالكرك  ليس مجرد منخفض جوي عابر، بل هو زلزال أخلاق   كشف أن مدننا باتت "ملزقة بتب " وتتداعى أمام أول اختبار حقيقي للسماء.

كيف ينام أولئك الذين عبثوا بالأمانة وصوت المياه يقتحم بيوت الآمنين، وكيف تمر أموال الصفقات في جيوبهم وهي مثقلة بطين الشوارع المنهارة ودموع المتضررين؟

المطر لم يغرق الطرقات فحسب، بل أغرق الوعود الزائفة وأثبت أن الفساد هو الثقب الأكبر الذي تتسرب منه مقدرات الوطن، لتظل هذه الكارثة صرخة في وجه كل من استرخص أرواح الناس وباع ذمته في أسواق النفعية، وشاهدًا حياً على أن "هندسة الضمير" غابت حين حضرت "هندسة المصالح".