+
أأ
-

العقبة 2025 .. نموذج استثماري وسياحي متكامل

{title}
بلكي الإخباري

 واصلت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة خلال 2025 تنفيذ برامجها التنموية والاستثمارية وفق رؤية شاملة تستند إلى التوجيهات الملكية السامية ورؤية التحديث الاقتصادي.

وشهد العام محطات مفصلية تمثلت في افتتاحات ملكية لمشاريع وإنجازات بيئية وتنموية ومشاريع استراتيجية، والتي تهدف لأن تكون العقبة مركزا إقليميا في عدة مجالات أهمها السياحة والاستثمار والتجارة واللوجستيات. ‏

وقال رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة "شادي رمزي" المجالي ‏في حديثه لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن السلطة اعتمدت منذ بداياتها على رؤية شاملة لتنمية ‏جميع القطاعات الحيوية، بدءا من السياحة والاستثمار، وصولا إلى القطاعات الاقتصادية الأخرى، ما انعكس في إنجازات ملموسة أعادت تشكيل العقبة كمدينة متعددة الوظائف جاذبة ‏للاستثمار وحيوية قابلة للعيش والعمل.‎

وبين أن النمو السكاني كان أحد أبرز مؤشرات نجاح هذا التحول، إذ ارتفع عدد سكان قصبة ‏العقبة من نحو 70 ألف نسمة في 2000 إلى أكثر من 200 ألف نسمة اليوم، فيما ‏يقدر عدد سكان المحافظة بحوالي 245 ألف نسمة مقارنة بحوالي 95 ألفا عام 2000، ما يعكس قدرتها على استيعاب النمو ‏وتقديم مقومات حياة حضرية متكاملة. ‏

وأشار إلى أن القطاع اللوجستي والموانئ شكل العمود الفقري للاقتصاد في المدينة، حيث ‏ارتفع عدد الموانئ من 8 في 2001 إلى 12 ميناء متخصصا، و30 رصيفا مجهزا ‏تغطي نحو 95 بالمئة من تجارة الأردن الخارجية، فيما ارتفع عدد مستخدمي شبكة النقل العام ‏من 205 آلاف عام 2014 إلى أكثر من 1.1 مليون مستخدم في 2024 وحتى 2025، وشكل ميناء الحاويات ‏نموذجا للشراكة الناجحة بين القطاعين العام والخاص، ومن المتوقع أن يبلغ حجم المناولة فيه في نهاية العام الحالي حوالي 900 ألف وحدة مكافئة ‏وبنمو نحو 24 بالمئة عن 2024.

وعلى الصعيد الصناعي، أشار المجالي إلى أن العقبة لم يكن فيها أي مناطق صناعية متخصصة قبل 2001، أما اليوم فقد تأسست مدينة صناعية دولية ومنطقة لوجستية تضم مجموعة كبيرة من المصانع المتنوعة، كما أن العمل جار على تطوير 6 مناطق ‏صناعية جديدة في لواء القويرة، ما يسهم في جذب استثمارات متنوعة تستهدف التصدير، بالإضافة الى تطوير 4 مناطق لوجستية و6 ساحات لوجستية، في ‏وقت ارتفع فيه عدد الشركات المسجلة لدى السلطة إلى نحو 1764 شركة مقارنة ‏بـ 700 شركة في 2014، بينما بلغ عدد الشركات العاملة فعليا في العقبة نحوي 5500 شركة، الأمر الذي ‏يعكس جاذبية العقبة كمركز اقتصادي وتجاري. ‏

ولم تتوقف التنمية عند الاقتصاد فحسب، بل شملت التعليم والصحة باعتبارهما ركيزتين أساسيتين ‏للنهوض بالمدينة وجعلها جاذبة للسكان، حيث أصبحت تضم 4 جامعات بينها جامعة طبية، إضافة إلى 89 مدرسة تضم حوالي 2.8 ألف معلم مقارنة بـ55 مدرسة سابقا تضم حوالي 940 معلما، فيما شهد القطاع الصحي ‏تطورا نوعيا بوجود 5 مستشفيات و21 مركزا صحيا منها 4 شاملة، مقارنة بثلاثة ‏مستشفيات و17 مركزا فقط في 2001‏‎.‎

وأضاف المجالي إن السلطة منذ 2018 وفرت أكثر من 10 آلاف وظيفة في القطاع ‏الخاص، فيما يعمل حاليا ولغاية العام الحالي نحو 61 ألف موظف في المنطقة، وبفضل وجود 11 معهدا ‏وأكاديمية تدريبية متخصصة أصبحت العقبة مركزا متميزا لتأهيل الكفاءات والكوادر الفنية. ‏

وفي المجال السياحي، بين أن السياحة شكلت حجر الزاوية في رؤية العقبة الاستراتيجية، ‏حيث انتقلت المدينة من 43 فندقا بسعة 2300 غرفة إلى 101 فندق توفر أكثر ‏من 6500 غرفة، وتشمل حوالي 20 بالمئة؜ من إجمالي الغرف الفندقية في المملكة، بعضها يدار من قبل سلاسل عالمية معروفة عالميا.

وارتفع عدد السياح إلى مليوني سائح في 2024، فيما تضاعف عدد سياح المبيت إلى مليون ‏سائح مع ارتفاع معدل الإقامة إلى نحو 1.9 ليلة، وقد دعم هذا النمو تنوع المنتجات السياحية التي شملت ‏السياحة البيئية والثقافية والدينية وسياحة المغامرات والمؤتمرات، إضافة إلى المهرجانات السنوية والفعاليات ‏الترفيهية التي باتت جزءا من هوية العقبة السياحية‎.‎

وفي 2025 شكل وادي رم رافعة سياحية مهمة ضمن المثلث الذهبي، حيث استقبل حوالي ‏‏300 ألف زائر في العام ويحتضن اليوم حوالي 230 مخيما صحراويا بينها مخيمات فاخرة ‏تنافس عالميا، كما منحت مواقع التصوير العالمية الشهيرة في المنطقة مكانة خاصة على ‏خريطة السياحة الدولية.‏

كما تمتعت العقبة الاقتصادية الخاصة بافتتاحات ملكية هامة، حيث افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني مبنى مركز الحسين للسرطان في المحافظة في 27 شباط الماضي، والذي يحمل اسم جلالته ويهدف لتقديم خدمات طبية متقدمة (علاج كيماوي، أشعة، كشف مبكر) لسكان محافظات الجنوب ويضم أقساما حديثة، ما يخفف عن المرضى عناء السفر لتلقي العلاج في العاصمة.

 

وفيما يتعلق بتدريب وتأهيل شباب العقبة ومحافظات الجنوب وتزويدهم بالمهارات المطلوبة لسوق العمل، افتتح سمو الأمير الحسين ولي العهد في 2025، مجمع العقبة الوطني للتدريب المهني، التابع للشركة الوطنية للتشغيل والتدريب، وذلك لأهميته في تدريب وتأهيل الشباب وتزويدهم بالمهارات المطلوبة لسوق العمل، حيث يضم المجمع 8 مشاغل تدريبية تشمل صيانة المركبات،

 

وتكنولوجيا اللحام، وتشغيل الآلات، ومركز التميز الأردني الألماني للوجستيات، وصيانة المرافق، ومختبر التصنيع الرقمي، ومركز أفلام العقبة (بالشراكة مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام)، ومنصة زين للإبداع، ومرافق داعمة تشمل مختبرا لتكنولوجيا المعلومات وقاعة متعددة الأغراض، ومختبر لغات.

وفي خطوة نوعية تؤكد التزام وتطلعات القيادة الهاشمية بالتحول الرقمي، افتتح سمو ولي العهد مشروع "مدينة العقبة الرقمية" والذي يعد الأول من نوعه في المملكة والأكبر في المنطقة من حيث البنية التحتية المتطورة لتكنولوجيا المعلومات.

ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية وطنية شاملة لتعزيز موقع الأردن كمركز إقليمي للاتصال الرقمي، ودعم الاقتصاد المعرفي، وخلق فرص جديدة أمام الشباب.

كما وضع رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، حجر الأساس للمرحلة الأولى من مشروع "مرسى زايد" في مدينة العقبة التي تقوم بتطويرها مجموعة "ماج القابضة" بتكليف من مجموعة موانئ أبو ظبي، بالتعاون مع شركة تطوير العقبة، وبمشاركة وزير الاستثمار الإماراتي / رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ أبوظبي، حيث يعتبر المشروع أحد أكثر المشاريع العقارية تميزا في منطقة البحر الأحمر والأول من نوعه على الواجهة البحرية للعقبة، ومن شأنه تعزيز الروافد الاقتصادية للقطاع البحري في الأردن والمساهمة في استقطاب الاستثمارات وتوفير فرص العمل وتعزيز مكانة العقبة كوجهة استثمارية وسياحية رائدة دعما لجهود تحفيز النمو، بما ينسجم مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي.

وفيما يخص مشروع تزويد المناطق الصناعية بالغاز الطبيعي، وضع رئيس الوزراء حجر الأساس لهذا المشروع الحيوي، حيث سيسهم في تخفيض كلف الطاقة على المصانع، كما يهدف مشروع تطوير ميناء الشيخ صباح للغاز الطبيعي والذي تبلغ كلفته 88 مليون دينار ومن المقرر استكماله نهاية العام المقبل، إلى تعزيز موقع العقبة كميناء إقليمي للطاقة.

 

أما فيما يتعلق بالمهرجانات والفعاليات، أوضح المجالي أن العقبة شهدت في 2025 تنظيم أكثر من 15 مهرجانا وفعالية كبرى، استقطبت مئات الآلاف من الزوار وساهمت في تنشيط السياحة ورفع نسب الإشغال الفندقي، حيث استقبلت العقبة أكثر من مليون زائر، وشهدت المدينة نموا في الحركة السياحية وتحسنا ملحوظا في المؤشرات السياحية والتجارية.

ومن أبرز تلك المهرجانات انطلاق النسخة الأولى من مهرجان "أمواج العقبة"، بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة وإدارة مهرجان جرش والذي استمر حتى نهاية العام، وتضمن 122 فعالية، منها 103 فعاليات مجانية، واستضاف كبار الفنانين المحليين والعرب وفرقا كرنفالية عالمية.

وفي نهاية العام الحالي، أعلنت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عن إطلاق حملة ترويجية محلية بعنوان "روحها بترد الروح" والتي جاءت على مستوى المملكة، بهدف تعزيز حضور العقبة كوجهة سياحية قريبة تلبي احتياجات مختلف فئات الزوار، وتستمر حتى نهاية شباط المقبل، وتركز على إبراز العقبة كمدينة غنية ومتنوعة بالتجارب السياحية، تتيح للزوار الانتقال بسهولة بين أنماط متعددة من الأنشطة، تشمل المغامرات والرياضات المائية، وتجارب الطعام والتسوق والحياة الليلية، إضافة إلى الرحلات الاستكشافية في وادي رم.

وضمن خطة "العقبة الخاصة" بالتحول الرقمي، تم أتمتة أكثر من 25 خدمة، وذلك لتقليص زمن إنجاز المعاملات وتحسين تجربة المستثمر والمواطن.

كما حقق عام 2025 تقدما نوعيا في ملف محمية العقبة البحرية، حيث تم استكمال مراحل متقدمة من ملف الترشيح لقائمة التراث العالمي (اليونسكو)، في إنجاز وطني يعكس التزام الأردن بحماية البيئة البحرية والجهود المؤسسية في الحفاظ على البيئة، مجسدا مرحلة متقدمة من العمل المؤسسي في السلطة، حيث شكلت الإنجازات البيئية، والافتتاحات الملكية والمشاريع التنموية، والشراكات الاستراتيجية، نموذجا متكاملا للتنمية المستدامة، ورسخت مكانة العقبة كرافعة اقتصادية وطنية ومدينة مستقبلية واعدة